![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَلاَ تَنْكِحُواْ} تتزوّجوا أيها المسلمون {المشركات} أي الكافرات {حتى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكَةٍ} حرّة لأنّ سبب نزولها العيب على من تزوّج أمة وترغيبه في نكاح حرّة مشركة {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} لجمالها ومالها وهذا مخصوص بغير الكتابيات بآيةِ {والمحصنات مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب} [5: 5] {وَلاَ تُنْكِحُواْ} تزوجوا {المشركين} أي الكفار المؤمنات {حتى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} لماله وجماله {أولئك} أي أهل الشرك {يَدْعُونَ إِلَى النار} بدعائهم إلى العمل الموجب لها فلا تليق مناكحتهم {والله يَدْعُواْ} على لسان رسله {إِلَى الجنة والمغفرة} أي العمل الموجب لهما {بِإِذْنِهِ} بإرادته فتجب إجابته بتزويج أوليائه {وَيُبَيِّنُ ءاياته لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} يتعظون.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ المحيض} أي الحيض أو مكانه ماذا يُفعل بالنساء فيه؟ {قُلْ هُوَ أَذًى} قذر أو محله {فاعتزلوا النسآء} اتركوا وطأهنّ {فِي المحيض} أي وقته أو مكانه {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ} بالجماع {حتى يَطْهُرْنَ} بسكون الطاء وتشديدها [يطّهّرن] والهاء وفيه إدغام التاء في الأصل في الطاء أي يغتسلن بعد انقطاعه {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ} بالجماع {مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ الله} وبتجنبه في الحيض وهو القُبُل ولا تعدوه إلى غيره {إِنَّ الله يُحِبُّ} يثيب ويكرم {التوابين} من الذنوب {وَيُحِبُّ المتطهرين} من الأقذار.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} أي محل زرعكم الولد {فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ} أي محله وهو القبل {أنى} أي كيف {شِئْتُمْ} من قيام وقعود واضطجاعِ وإقبال وإدبار. نزل ردّاً لقول اليهود من أتى امرأته في قبلها من جهة دبرها جاء الولد أحول {وَقَدّمُواْلأَنفُسِكُمْ} العمل الصالح كالتسمية عند الجماع {واتقوا الله} في أمره ونهيه {واعلموا أَنَّكُم ملاقوه} بالبعث فيجازيكم بأعمالكم {وَبَشِّرِ المؤمنين} الذين اتقوه بالجنة.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَلاَ تَجْعَلُواْ الله} أي الحلف به {عُرْضَةً} علة مانعة {لأيمانكم} أي نُصْباً لها بأن تكثروا الحلف به {أن} لا {تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ} فتُكْرَه اليمين على ذلك ويسن فيه الحنث ويكفِّر بخلافها على فعل البر ونحوه فهي طاعة {وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ الناس} المعنى لا تمتنعوا من فعل ما ذكر من البر ونحوه إذا حلفتم عليه بل ائتوه وكفروا لأن سبب نزولها الامتناع من ذلك {والله سَمِيعٌ} لأقوالكم {عَلِيم} بأحوالكم.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ الله باللغو} الكائن {فِي أيمانكم} وهو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف نحو والله، وبلى والله فلا إثم عليه ولا كفارة {ولكن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} أي قصدته من الإيمان إذا حنثتم {والله غَفُورٌ} لما كان من اللغو {حَلِيمٌ} بتأخير العقوبة عن مستحقها.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{لّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نّسَائِهِمْ} أي يحلفون أن لا يجامعوهن {تَرَبُّصُ} انتظار {أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءُو} رجعوا فيها أو بعدها عن اليمين إلى الوطء {فَإِنَّ الله غَفُورٌ} لهم ما أتوه من ضرر المرأة بالحلف {رَّحِيمٌ} بهم.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَإِنْ عَزَمُواْ الطلاق} أي عليه بأن لا يفيئوا فليوقعوه {فَإِنَّ الله سَمِيعٌ} لقولهم {عَلِيمٌ} بعزمهم المعنى ليس لهم بعد تربص ما ذكر إلا الفيئة أو الطلاق.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ} أي لينتظرن {بِأَنفُسِهِنَّ} عن النكاح {ثلاثة قُرُوء} تمضي من حين الطلاق، جمع قرء بفتح القاف، وهو الطهر أو الحيض قولان وهذا في المدخول بهن أما غيرهن فلا عدّة عليهن لقوله: {فما لكم عليهن من عدّة} [49: 33] وفي غير الآيسة والصغيرة فعدّتهن ثلاثة أشهر والحوامل فعدّتهن أن يضعن حملهن كما في [سورة الطلاق: 65] والإماء فعدّتهن قرءان بالسنة {وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ الله فِي أَرْحَامِهِنَّ} من الولد أو الحيض {إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بالله واليوم الأخر وَبُعُولَتُهُنَّ} أزواجهن {أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} بمراجعتهن ولو أبين {فِي ذلك} أي في زمن التربص {إِنْ أَرَادُواْ إصلاحا} بينهما لإِضرار المرأة وهو تحريض على قصده لا شرط لجواز الرجعة وهذا في الطلاق الرجعي (وأحق) لا تفضيل فيه إذ لا حق لغيرهم في نكاحهن في العدّة {وَلَهُنَّ} على الأزواج {مِثْلُ الذي} لهم {عَلَيْهِنَّ} من الحقوق {بالمعروف} شرعاً من حسن العشرة وترك لإضرار ونحو ذلك {وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} فضيلة في الحق من وجوب طاعتهن لهم لما ساقوه من المهر والإنفاق {والله عَزِيزٌ} في ملكه {حَكِيمٌ} فيما دبره لخلقه.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{الطلاق} أي التطليق الذي يراجع بعده {مَرَّتَانِ} أي اثنتان {فَإِمْسَاكٌ} أي فعليكم إمساكهن بعده بأن تراجعوهن {بِمَعْرُوفٍ} من غير ضرار {أَوْ تَسْرِيحٌ} أي إرسال لهن {بإحسان وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ} أيها الأزواج {أَن تَأخُذُواْ مِمَّا ءّاتَيْتُمُوهُنَّ} من المهور {شَيْئاً} إذا طلقتموهن {إِلاَّ أَن يَخَافَا} أي الزوجان {أنْ} {لا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} أي لا يأتيا بما حدّه لهما من الحقوق، وفي قراءة {يُخُافا} بالبناء للمفعولـ (فإن لا يقيما) بدل اشتمال من الضمير فيه، وقرئ بالفوقانية في الفعلين {إلأّ أن تخافا لا تقيما} {فَإِنْ خِفْتُمْ} {أنْ} {لا يُقيما حُدُودَ اللّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} نفسها من المال ليطلقها أي لا حرج على الزوج في أخذه ولا الزوجة في بذله {تِلْكَ} الأحكام المذكورة {حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون}.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{فَإِن طَلَّقَهَا} الزوج بعد الثنتين {فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ} بعد الطلقة الثالثة {حتى تَنْكِحَ} تتزوّج {زَوْجًا غَيْرَهُ} ويطأها كما في الحديث الذي رواه الشيخان {فَإِن طَلَّقَهَا} أي الزوج الثاني {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} أي الزوجة والزوج الأول {أَن يَتَرَاجَعَا} إلى النكاح بعد انقضاء العدة {إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ الله وَتِلْكَ} المذكورات {حُدُودُ الله يُبَيّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يتدبرون.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النساء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} قاربن انقضاء عدّتهن {فَأَمْسِكُوهُنَّ} بأن تراجعوهن {بِمَعْرُوفٍ} من غير ضرار {أَوْ سَرّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} اتركوهن حتى تنقضي عدّتهن {وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ} بالرجعة {ضِرَارًا} مفعول له {لِّتَعْتَدُواْ} عليهن بالإلجاء إلى الافتداء والتطليق وتطويل الحبس {وَمَن يَفْعَلْ ذلك فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} بتعريضها إلى عذاب الله {وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيات الله هُزُوًا} مهزوءاً بها بمخالفتها {واذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ} بالإسلام {وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مّنَ الكتاب} القرآن {والحكمة} ما فيه من الأحكام {يَعِظُكُمْ بِهِ} بأن تشكروها بالعمل بِهِ {واتقوا الله واعلموا أَنَّ الله بِكُلّ شَئ عَلِيمٌ} لا يخفى عليه شيء.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النساء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} انقضت عدتهن {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} خطاب للأولياء أي تمنعوهن من {أَن يَنكِحْنَ أزواجهن} المطلقين لهن، لأن سبب نزولها أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فأراد أن يراجعها فمنعها معقل بن يسار، كما رواه الحاكم {إِذَا تراضوا} أي الأزواج والنساء {بَيْنَهُم بالمعروف} شرعاً {ذلك} النهي عن العضل {يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بالله واليوم الأخر} لأنه المنتفع به {ذلكم} أي ترك العَضْل {أزكى} خير {لَّكُمْ وَأَطْهَرُ} لكم ولهم لما يُخْشَى على الزوجين من الريبة بسبب العلاقة بينهما {والله يَعْلَمُ} ما فيه المصلحة {وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ذلك فاتبعوا أمره.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{والوالدات يُرْضِعْنَ} أي ليرضعن {أولادهن حَوْلَيْنِ} عامين {كَامِلَيْنِ} صفة مؤكِّدة ذلك {لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرضاعة} ولا زيادة عليه {وَعلَى المولود لَهُ} أي الأب {رِزْقُهُنَّ} إطعام الوالدات {وَكِسْوَتُهُنَّ} على الإرضاع إذا كن مطلقات {بالمعروف} بقدر طاقته {لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا} طاقتها {لاَ تُضَآرَّ والدة بِوَلَدِهَا} أي بسببه بأن تُكْرَهَ على إرضاعه إذا امتنعت {وَلاَ} يضار {مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ} أي بسببه بأن يكلف فوق طاقته وإضافة (الولد) إلى كل منهما في الموضعين للاستعطاف {وَعَلَى الوارث} أي وارث الأب وهو الصبي أي على وليه في ماله {مِثْلُ ذلك} الذي على الأب للوالدة من الرزق والكسوة {فَإِنْ أَرَادَا} أي الوالدان {فِصَالاً} فطاماً له قبل الحولين صادراً {عَن تَرَاضٍ} اتفاق {مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ} بينهما لتظهر مصلحة الصبي فيه {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} في ذلك {وَإِنْ أَرَدتُّم} خطاب للآباء {أَن تَسْتَرْضِعُواْ أولادكم} مراضع غير الوالدات {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} فيه {إِذَا سَلَّمْتُم} إليهن {مَّآ ءَاتَيْتُم} أي أردتم إيتاءه لهن من الأجرة {بالمعروف} بالجميل كطيب النفس {واتقوا الله واعلموا أَنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} لا يخفى عليه شيء منه.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{والذين يُتَوَفَّوْنَ} يموتون {مِنكُمْ وَيَذَرُونَ} يتركون {أزواجا يَتَرَبَّصْنَ} أي ليتربصن {بِأَنفُسِهِنَّ} بعدهم عن النكاح {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} من الليالي، وهذا في غير الحوامل أما الحوامل فعدّتهن أن يضعن حملهن بآية (الطلاق)، والأمَةُ على النصف من ذلك بالسُّنَة {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} انقضت عدة تربصهن {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} أيها الأولياء {فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ} من التزين والتعرض للخطّاب {بالمعروف} شرعا {والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} عالم بباطنه كظاهره.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم} لوّحتم {بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النسآء} المتوفى عنهن أزواجهن في العدّة كقول الإنسان مثلاً: إنك لجميلة، ومن يجد مثلك؟ ورُبَّ راغب فيك {أَوْ أَكْنَنتُمْ} أضمرتم {فِي أَنفُسِكُمْ} من قصد نكاحهن {عَلِمَ الله أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ} بالخطبة ولا تصبرون عنهن فأباح لكم التعريض {ولكن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} أي نكاحاً {إِلآ} لكن {أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا} أي ما عرف شرعاً من التعريض فلكم ذلك {وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النكاح} أي على عقده {حتى يَبْلُغَ الكتاب} أي المكتوب من العدّة {أَجَلَهُ} بأن ينتهي {واعلموا أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ} من العزم وغيره {فاحذروه} أن يعاقبكم إذا عزمتم {واعلموا أَنَّ الله غَفُورٌ} لمن يحذره {حَلِيمٌ} بتأخيره العقوبة عن مستحقها.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النساء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ} وفي قراءة {تُماسُّوهُنَّ} أي تجامعوهن {أَوْ} لم {تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً} مهراً و(ما) مصدرية ظرفية أي لا تَبِعَة عليكم في الطلاق- زمن عدم المسيس والفرض- بإثم ولا مهر فطلقوهن {وَمَتِّعُوهُنَّ} أعطوهن ما يتمتعن به {عَلَى الموسع} الغني منكم {قَدَرُهُ وَعَلَى المقتر} الضيق الرزق {قَدَرُهُ} يفيد أنه لا نظر إلى قدر الزوجة {متاعا} تمتيعاً {بالمعروف} شرعاً صفة (متاعاً) {حَقّاً} صفة ثانية أو مصدر مؤكِّد {عَلَى المحسنين} المطيعين.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} يجب لهن ويرجع لكم النصف {إِلا} لكن {أَن يَعْفُونَ} أي الزوجات فيتركنه {أَوْ يَعْفُوَاْ الذي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح} وهو الزوج فيترك لها الكل وعن ابن عباس: الولي إذا كانت محجورة فلا حرج في ذلك {وَأَن تَعْفُواْ} مبتدأ خبره {أَقْرَبُ للتقوى وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ} أي أن يتفضل بعضكم على بعض {إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فيجازيكم به.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{حافظوا عَلَى الصلوات} الخمس بأدائها في أوقاتها {والصلاة الْوُسْطَى} هي العصر أو الصبح أو الظهر أو غيرها أقوال وأفردها بالذكر لفضلها {وَقُومُواْ لِلَّهِ} في الصلاة {قانتين} قيل مطيعين لقوله صلى الله عليه وسلم «كل قنوت في القرآن فهو طاعة» رواه أحمد وغيره، وقيل ساكتين لحديث زيد بن أرقم: «كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام» رواه الشيخان.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{فَإِنْ خِفْتُمْ} من عدو أو سيل أو سبع {فَرِجَالاً} جمع (راجل) أي مشاة صلّوا {أَوْ رُكْبَانًا} جمع (راكب) أي كيف أمكن مستقبلي القبلة أو غيرها ويومئ بالركوع والسجود {فَإِذَا أَمِنتُمْ} من الخوف {فاذكروا الله} أي صلّوا {كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} قبل تعليمه من فرائضها وحقوقها والكاف بمعنى (مثل) و(ما) مصدرية أو موصولة.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أزواجا} فليوصوا {وَصِيَّةً} وفي قراءة بالرفع، أي عليهم {لأَزْوَاجِهِم} وليعطوهن {متاعا} ما يتمتعن به من النفقة والكسوة {إلى} تمام {الحول} من موتهم الواجب عليهن تربصه {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} حال أي غير مخرجات من مسكنهن {فَإِنْ خَرَجْنَ} بأنفسهن {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} يا أولياء الميت {فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ} شرعاً كالتزين وترك الإحداد وقطع النفقة عنها {والله عَزِيزٌ} في ملكه {حَكِيمٌ} في صنعه والوصية المذكورة منسوخة بآية الميراث وتربص الحول بآية أربعة أشهر وعشر السابقة المتأخرة في النزول والسكنى ثابتة عند الشافعي رحمه الله.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وللمطلقات متاع} يُعْطَيْنَه {بالمعروف} بقدر الإمكان {حَقّاً} نُصِبَ بفعله المقدر {عَلَى المتقين} الله تعالى كرره ليعم الممسوسة أيضاً إذ الآية السابقة في غيرها.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{كذلك} كما يبين لكم ما ذكر {يُبَيّنُ الله لَكُمْ ءاياته لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} تتدبرون.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{أَلَمْ تَرَ} استفهام تعجيب وتشويق إلى استماع ما بعده أي ألم ينته علمك {إِلَى الذين خَرَجُواْ مِن ديارهم وَهُمْ أُلُوفٌ} أربعة أو ثمانية أو عشرة أو ثلاثون أو أربعون أو سبعون ألفاً {حَذَرَ الموت} مفعول له وهم قوم من بني إسرائيل وقع الطاعون ببلادهم ففروا {فَقَالَ لَهُمُ الله مُوتُواْ} فماتوا {ثُمَّ أحياهم} بعد ثمانية أيام أو أكثر بدعاء نبيهم حزقيل بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي فعاشوا دهراً عليهم أثر الموت لا يلبسون ثوباً إلا عاد كالكفن واستمرت في أسباطهم {إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس} ومنه إحياء هؤلاء {ولكن أَكْثَرَ الناس} وهم الكفار {لاَ يَشْكُرُونَ} والقصد من ذكر خبر هؤلاء تشجيع المؤمنين على القتال ولذا عطف عليه.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وقاتلوا فِي سَبِيلِ الله} أي لإعلاء دينه {واعلموا أَنَّ الله سَمِيعٌ} لأقوالكم {عَلِيمٌ} بأحوالكم فمجازيكم.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله} بإنفاق ماله في سبيل الله {قَرْضًا حَسَنًا} بأن ينفقه لله عز وجل عن طيب قلب {فَيُضَاعِفَهُ} وفي قراءة {فيضّعفه} بالتشديد {لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما سيأتي {والله يَقْبِضُ} يمسك الرزق عمن يشاء ابتلاء {وَيَبْسُطُ} يوسعه لمن يشاء امتحاناً {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} في الآخرة بالبعث فيجازيكم بأعمالكم.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الملإ} الجماعة {مِن بَنِى إِسْرءيلَ مِن بَعْدِ} موت {موسى} أي إلى قصتهم وخبرهم {إِذْ قَالُواْ لِنَبِىّ لَّهُمُ} هو شمويل {ابعث} أقم {لَنَا مَلِكًا نقاتل} معه {فِي سَبِيلِ الله} تنتظم به كلمتنا ونرجع إليه {قَالَ} النبي لهم {هَلْ عَسَيْتُمْ} بالفتح والكسر {إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ القتال أ} ن {لا تقاتلوا} خبر (عسى) والاستفهام لتقرير التوقع بها {قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نقاتل فِي سَبِيلِ الله وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن ديارنا وَأَبْنَائِنَا} بسببهم وقتلهم، وقد فَعَلَ بهم ذلك قوم جالوت أي لا مانع لنا منه مع وجود مقتضيه قال تعالى: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القتال تَوَلَّوْاْ} عنه وجبنوا {إِلاَّ قَلِيلاً مّنْهُمُ} وهم الذين عبروا النهر مع طالوت كما سيأتي {والله عَلِيمٌ بالظالمين} فمجازيهم وسأل النبي ربه إرسال مَلِكٍ فأجابه إلى إرسال طالوت.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أنى} كيف {يَكُونُ لَهُ الملك عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بالملك مِنْهُ} لأنه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغاً أو راعياً {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مّنَ المال} يستعين بها على إقامة الملك {قَالَ} النبي لهم {إِنَّ الله اصطفاه} اختاره للملك {عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً} سعة {فِي العلم والجسم} وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خَلْقاً {والله يُؤْتِى مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ} إيتاءه لا اعتراض عليه {والله واسع} فضله {عَلِيمٌ} بمن هو أهل له.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ} لما طلبوا منه آية على ملكه {إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ} الصندوق كان فيه صور الأنبياء أنزله الله على آدم واستمر إليهم فغلبتهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوّهم ويقدّمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ} طمأنينة لقلوبكم {مِنْ رَّبّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مّمَّا تَرَكَ ءالُ موسى وَءالُ هارون} أي تركاه هما وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المنّ الذي كان ينزل عليهم ورُضاض من الألواح {تَحْمِلُهُ الملائكة} حال من فاعلـ (يأتيكم) {إِنَّ فِي ذلك لأَيَةً لَّكُمْ} على ملكه {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} فحملته الملائكة بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقرّوا بملكه وتسارعوا إلى الجهاد فاختار من شبابهم سبعين ألفاً.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{فَلَمَّا فَصَلَ} خرج {طَالُوتُ بالجنود} من بيت المقدس وكان حرّاً شديداً وطلبوا منه الماء {قَالَ إِنَّ الله مُبْتَلِيكُم} مختبركم {بِنَهَرٍ} ليظهر المطيع منكم والعاصي وهو بين الأردن وفلسطين {فَمَن شَرِبَ مِنْهُ} أي من مائه {فَلَيْسَ مِنّي} أي من أتباعي {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ} يذقه {فَإِنَّهُ مِنّى إِلاَّ مَنِ اغترف غُرْفَةً} بالفتح والضم {بِيَدِهِ} فاكتفى بها ولم يزد عليها فإنه مني {فَشَرِبُواْ مِنْهُ} لما وافوه بكثرة {إِلاَّ قَلِيلاً مّنْهُمُ} فاقتصروا على الغرفة، روي أنها كفتهم لشربهم ودوابهم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً {فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ} وهم الذين اقتصروا على الغرفة {قَالُواْ} أي الذين شربوا {لاَ طَاقَةَ} قوة {لَنَا اليوم بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ} أي بقتالهم وجبنوا ولم يجاوزوه {قَالَ الذين يَظُنُّونَ} يوقنون {أَنَّهُم مُلاَقُواْ الله} بالبعث وهم الذين جاوزوه {كَمْ} خبرية بمعنى (كثير) {مّن فِئَةٍ} جماعة {قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذُنِ الله} بإرادته {والله مَعَ الصابرين} بالعون والنصر.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} أي ظهروا لقتالهم وتصافّوا {قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ} اصبب {عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا} بتقوية قلوبنا على الجهاد {وانصرنا عَلَى القوم الكافرين}.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{فَهَزَمُوهُم} كسروهم {بِإِذُنِ الله} بإرادته {وَقَتَلَ دَاوُودُ} وكان في عسكر طالوت {جَالُوتَ وءاتاه} أي داود {الله الملك} في بني إسرائيل {والحكمة} والنبوّة بعد موت شمويل وطالوت ولم يجتمعا لأحد قبله {وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء} كصنعة الدروع ومنطق الطير {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُم} بدل بعض من (الناس) {بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض} بغلبة المشركين وقتل المسلمين وتخريب المساجد {ولكن الله ذُو فَضْلٍ عَلَى العالمين} فدفع بعضهم ببعض.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{تِلْكَ} هذه الآيات {ءايات الله نَتْلُوهَا} نقصها {عَلَيْكَ} يا محمد {بالحق} بالصدق {وَإِنَّكَ لَمِنَ المرسلين} التأكيد بـ (إنّ) وغيرها ردّا لقول الكفار له {لست مرسلاً}.
![](https://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif)
{تِلْكَ} مبتدأ {الرسل} صفة والخبر {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ} بتخصيصه بمنقبة ليست لغيره {مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ الله} كموسى {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ} أي محمداً صلى الله عليه وسلم {درجات} على غيره بعموم الدعوة وختم النبوّة وتفضيل أمته على سائر الأمم والمعجزات المتكاثرة والخصائص العديدة {وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ البينات وأيدناه} قوّيناه {بِرُوحِ القدس} جبريل يسير معه حيث سار {وَلَوْ شآءَ الله} هُدىَ الناس جميعاً {مَا اقتتل الذين مِن بَعْدِهِم} بعد الرسل أي أممهم {مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ البينات} لاختلافهم وتضليل بعضهم بعضاً {ولكن اختلفوا} لمشيئته ذلك {فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ} ثبت على إيمانه {وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ} كالنصارى بعد المسيح {وَلَوْ شَآءَ الله مَا اقتتلوا} تأكيد {ولكن الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} من توفيق من شاء وخذلان من شاء.
کوئی تبصرے نہیں:
ایک تبصرہ شائع کریں