جمعہ، 11 اگست، 2017

سورۃ بقرۃ جلالین حصہ سوم

.تفسير الآية رقم (147):
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)}
{الحق} كائن {مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} الشاكِّين فيه أي من هذا النوع فهو أبلغ من (لا تَمْتَر).
.تفسير الآية رقم (148):
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}
{وَلِكُلٍّ} من الأمم {وِجْهَةٌ} قبلة {هُوَ مُوَلّيهَا} وجهه في صلاته وفي قراءة {مُوَلاَّها} {فَاسْتَبِقُواْ الخَيْرَاتِ} بادروا إلى الطاعات وقبولها {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ الله جَمِيعًا} يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم بأعمالكم {إِنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ}.
.تفسير الآية رقم (149):
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)}
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ} لسفر {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبّكَ وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالتاء والياء تقدم مثله وكرره لبيان تساوي حكم السفر وغيره.
.تفسير الآية رقم (150):
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)}
{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} كرّره للتأكيد {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ} اليهود أو المشركين {عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} أي مجادلة في التولي إلى غيره أي لتنتفي مجادلتهم لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشركين يدَّعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته {إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} بالعناد فإنهم يقولون ما تحوّل إليها إلا ميلاً إلى دين آبائه والاستثناء متصل والمعنى: لا يكون لأحد عليكم كلام إلا كلام هؤلاء {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ} تخافوا جدالهم في التولي إليها {واخشونى} بامتثال أمري {وَلأُتِمَّ} عطف على (لئلا يكون) {نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ} بالهداية إلى معالم دينكم {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} إلى الحق.
.تفسير الآية رقم (151):
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)}
{كَمَا أَرْسَلْنَا} متعلق (بأتم)، أي إتماما كإتمامها بإرسالنا {فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ} محمداً صلى الله عليه وسلم {يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءاياتنا} القرآن {وَيُزَكِيكُمْ} يطهركم من الشرك {وَيُعَلّمُكُمُ الكتاب} القرآن {والحكمة} ما فيه من الأحكام {وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ}.
.تفسير الآية رقم (152):
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)}
{فاذكرونى} بالصلاة والتسبيح ونحوه {أَذْكُرْكُمْ} قيل معناه (أجازيكم) وفي الحديث عن الله «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه» {واشكروا لِي} نعمتي بالطاعة {وَلاَ تَكْفُرُونِ} بالمعصية.
.تفسير الآية رقم (153):
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ استعينوا} على الآخرة {بالصبر} على الطاعة والبلاء {والصلاة} خصها بالذكر لتكرُّرها وعظمها {إِنَّ الله مَعَ الصابرين} بالعون.
.تفسير الآية رقم (154):
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)}
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبيلِ الله} هم {أَمْوَاتٌ بَلْ} هم {أَحْيَاءٌ} أرواحهم في حواصل طيور خُضْرٍ تسرح في الجنة حيث شاءت لحديث بذلك {وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} تعلمون ما هم فيه.
.تفسير الآية رقم (155):
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)}
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ الخوف} للعدوّ {والجوع} القحط {وَنَقْصٍ مّنَ الأموال} بالهلاك {والأنفس} بالقتل والموت والأمراض {والثمرات} بالحوائج أي لنختبرنكم فننظر أتصبرون أم لا؟ {وَبَشّرِ الصابرين} على البلاء بالجنة.
.تفسير الآية رقم (156):
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)}
هم {الذين إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ} بلاء {قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ} ملكاً وعبيداً يفعل بنا ما يشاء {وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون} في الآخرة فيجازينا وفي الحديث «من استرجع عند المصيبة آجره الله فيها وأخلف الله عليه خيراً» وفيه: أن مصباح النبي صلى الله عليه وسلم طَفِئ فاسترجع فقالت عائشة إنما هذا مصباح فقال «كل ما ساء المؤمن فهو مصيبة» رواه أبو داود في مراسيله.
.تفسير الآية رقم (157):
{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}
{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صلوات} مغفرة {مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ} نعمة {وَأُولَئِكَ هُمُ المهتدون} إلى الصواب.
.تفسير الآية رقم (158):
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}
{إِنَّ الصفا والمروة} جبلان بمكة {مِن شَعَائِرِ الله} أعلام دينه جمع (شعيرة) {فَمَنْ حَجَّ البيت أَوِ اعتمر} أي تلبس بالحج أو العمرة وأصلهما القصد والزيارة {فَلاَ جُنَاحَ} إثم عَلَيْهِ {أَن يَطَّوَّفَ} فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء {بِهِمَا} بأن يسعى بينهما سبعاً، نزلت لما كره المسلمون ذلك لأنّ أهل الجاهلية كانوا يَطّوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما، وعن ابن عباس أنّ السعي غير فرض لما أفاده رفع الإثم من التخيير وقال الشافعي وغيره: ركن وبيَّن صلى الله عليه وسلم فريضته بقوله «إن الله كتب عليكم السعي» رواه البيهقي وغيره وقال: «ابدأوا بما بدَأ الله به» يعني الصفا رواه مسلم {وَمَن تَطَوَّعَ} في قراءة {من تطوع} بالتحتية وتشديد الطاء مجزوماً وفيه إدغام التاء فيها {خَيْرًا} أي بخير أي عمل ما لم يجب عليه من طواف وغيره {فَإِنَّ الله شَاكِرٌ} لعمله بالإثابة عليه {عَلِيمٌ} به.
.تفسير الآية رقم (159):
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
ونزل في اليهود {إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ} الناس {مَآ أَنزَلْنَا مِنَ البينات والهدى} كآية الرجم ونعت محمد صلى الله عليه وسلم {مِن بَعْدِ مَا بيناه لِلنَّاسِ فِي الكتاب} التوراة {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله} يبعدهم من رحمته {وَيَلْعَنُهُمُ اللاعنون} الملائكة والمؤمنون أو كل شيء بالدعاء عليهم باللعنة.
.تفسير الآية رقم (160):
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)}
{إِلاَّ الذين تَابُواْ} رجعوا عن ذلك {وَأَصْلَحُواْ} عملهم {وَبَيَّنُواْ} ما كتموا {فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} أقبل توبتهم {وَأَنَا التواب الرحيم} بالمؤمنين.
.تفسير الآية رقم (161):
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}
{إِن الذين كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ} حال {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله والملئكة والناس أَجْمَعِينَ} أي هم مستحقون ذلك في الدنيا والآخرة، (والناس) قيل: عام وقيل: المؤمنون.
.تفسير الآية رقم (162):
{خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)}
{خالدين فِيهَا} أي اللعنة أو النار المدلول بها عليها {لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب} طرفة عين {وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} يمهلون لتوبة أو معذرة.
.تفسير الآية رقم (163):
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}
ونزل لما قالوا صف لنا ربك: {وإلهكم} المستحق للعبادة منكم {إله واحد} لا نظير له في ذاته ولا في صفاته {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} هو {الرحمن الرحيم}.
.تفسير الآية رقم (164):
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}
{إِنَّ فِي خَلْقِ السموات والأرض} وما فيهما من العجائب {واختلاف اليل والنهار} بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان {والفلك} السفن {التي تَجْرِى فِي البحر} ولا ترسب موقرة {بِمَا يَنفَعُ الناس} من التجارات والحمل {وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السماء مِن مَّاءٍ} مطر {فَأَحْيَا بِهِ الأرض} بالنبات {بَعْدَ مَوْتِهَا} يَبَسِهَا {وَبَثَّ} فرّق ونشر به {فِيهَا مِن كُلّ دَابَّةٍ} لأنهم ينمون بالخصب الكائن عنه {وَتَصْرِيفِ الرياح} تقليبها جنوباً وشمالاً حارة وباردة {والسحاب} الغيم {المسخر} المذلل بأمر الله تعالى يسير إلى حيث شاء الله {بَيْنَ السماء والأرض} بلا علاقة {لأيات} دلالاَت على وحدانيته تعالى {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.
.تفسير الآية رقم (165):
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}
{وَمِنَ الناس مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله} أي غيره {أَندَاداً} أصناماً {يُحِبُّونَهُمْ} بالتعظيم والخضوع {كَحُبِّ الله} أي كحبهم له {والذين ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} من حبهم للأنداد لأنهم لا يعدلون عنه بحال ما، والكفار يعدلون في الشدّة إلى الله {وَلَوْ يَرَى} بالياء والتاء تبصر يا محمد {الذين ظَلَمُواْ} باتخاذ الأنداد {إِذْ يَرَوْنَ} بالبناء للفاعل والمفعول يبصرون {العذاب} لرأيت أمراً عظيماً (وإذ) بمعنى (إذا) {أن} أي لأن {القوة} القدرة والغلبة {للَّهِ جَمِيعاً} حال {وَأَنَّ الله شَدِيدُ العذاب} وفي قراءة يرى بالتحتانية والفاعل قيل: ضمير السامع وقيلـ (الذين ظلموا) فهي بمعنى يعلم وأن وما بعدها سدت مسدّ المفعولين وجوابـ (لو) محذوف والمعنى لو علموا في الدنيا شدّة عذاب الله وأن القدرة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أنداداً.
.تفسير الآية رقم (166):
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)}
{إِذْ} بدل من (إذ) قبله {تَبَرَّأَ الذين اتبعوا} أي الرؤساء {مِنَ الذين اتبعوا} أي أنكروا إضلالهم {وَ} قد {رَأَوُاْ العذاب وَتَقَطَّعَتْ} عطف على (تبرأ) {بِهِمْ} عنهم {الاسباب} الوصل التي كانت بينهم في الدنيا من الأرحام والمودة.
.تفسير الآية رقم (167):
{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}
{وَقَالَ الذين اتبعوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} رجعة إلى الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} أي المتبوعين {كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا} اليوم و(لو) للتمني و(نتبرأ) جوابه {كذلك} أي كما أراهم شدّة عذابه وتَبَرّؤَ بعضهم من بعض {يُرِيهِمُ الله أعمالهم} السيئة {حسرات} حال ندامات {عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بخارجين مِنَ النار} بعد دخولها.
.تفسير الآية رقم (168):
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)}
ونزل فيمن حرّم السوائب ونحوها: {ياأيها الناس كُلُواْ مِمَّا فِي الأرض حلالا} حال {طَيّباً} صفة مؤكدة أي مستلذَّاً {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خطوات} طرق {الشيطان} أي تزيينه {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} بيِّن العداوة

.تفسير الآية رقم (169):
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بالسوء} الإثم {والفحشاء} القبيح شرعاً {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من تحريم ما لم يحرِّم وغيره.
.تفسير الآية رقم (170):
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)}
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} أي الكفار {اتبعوا مَا أَنزَلَ الله} من التوحيد وتحليل الطيبات {قَالُواْ} لا {بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا} وجدنا {عَلَيْهِ ءَابَاءنَا} من عبادة الأصنام وتحريم السوائب والبحائر قال تعالى: {أ} يتبعونهم {وَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا} من أمر الدين {وَلاَ يَهْتَدُونَ} إلى الحق والهمزة للإنكار.
.تفسير الآية رقم (171):
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)}
{وَمَثَلُ} صفة {الذين كَفَرُواْ} ومن يدعوهم إلى الهدى {كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ} يصوّت {بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً} أي صوتاً ولا يفهم معناه أي هم في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم تسمع صوت راعيها ولا تفهمه هم {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} الموعظة.
.تفسير الآية رقم (172):
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ} حلالات {مَا رزقناكم واشكروا للَّهِ} على ما أحل لكم {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
.تفسير الآية رقم (173):
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الميتة} أي أكلها إذ الكلام فيه وكذا ما بعدها وهي ما لم يُذَكَّ شرعاً وأُلحِقَ بها بالسنة ما أبين من حيّ وخُصَّ منها السمك والجراد {والدم} أي المسفوح كما في [الأنعام 6: 145] {وَلَحْمَ الخنزير} خص اللحم لأنه معظم المقصود وغيره تبع له {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله} أي ذبح على اسم غيره (والإهلال) رفع الصوت وكانوا يرفعونه عند الذبح لآلهتهم {فَمَنِ اضطر} أي ألجأته الضرورة إلى أكل شيء مما ذكر فأكله {غَيْرَ بَاغٍ} خارج على المسلمين {وَلاَ عَادٍ} متعدّ عليهم بقطع الطريق {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} في أكله {أَنَّ الله غَفُورٌ} لأوليائه {رَّحِيمٌ} بأهل طاعته حيث وسع لهم في ذلك وخرج الباغي والعادي ويلحق بهما كل عاص بسفره كالآبق والمكّاس فلا يحل لهم أكل شيء من ذلك ما لم يتوبوا وعليه الشافعي.
.تفسير الآية رقم (174):
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}
{إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ الله مِنَ الكتاب} المشتمل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود {وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} من الدنيا يأخذونه بدله من سفلتهم فلا يظهرونه خوف فوته عليهم {أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النار} لأنها مآلهم {وَلاَ يُكَلّمُهُمُ الله يَوْمَ القيامة} غضباً عليهم {وَلاَ يُزَكّيهِمْ} يطهرهم من دنس الذنوب {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم هو النار.
.تفسير الآية رقم (175):
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)}
{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} أخذوها بدله في الدنيا {والعذاب بالمغفرة} المعدّة لهم في الآخرة لو لم يكتموا {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النار} أي ما أشدّ صبرهم وهو تعجب للمؤمنين من ارتكابهم موجباتها من غير مبالاة وإلا فأيُّ صبر لهم؟
.تفسير الآية رقم (176):
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)}
{ذلك} الذي ذُكِرَ من أكلهم النار وما بعده {بِأَنَّ} بسبب أنّ {الله نَزَّلَ الكتاب بالحق} متعلق (بنزل) فاختلفوا فيه حيث آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه بكتمه {وَإِنَّ الذين اختلفوا فِي الكتاب} بذلك وهم اليهود وقيل المشركون في القرآن حيث قال بعضهم شعر وبعضهم سحر وبعضهم كهانة {لَفِى شِقَاقٍ} خلاف {بَعِيدٍ} عن الحق.
.تفسير الآية رقم (177):
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}
{لَّيْسَ البر أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} في الصلاة {قِبَلَ المشرق والمغرب} نزل ردّاً على اليهود والنصارى حيث زعموا ذلك {ولكن البر} أي ذا البر وقرئ بفتح الباء أي البار {مَنْ ءَامَنَ بالله واليوم الآخر والملئكة والكتاب} أي الكتب {والنبيين وَءاتَى المال على} مع {حُبّهِ} له {ذَوِى القربى} القرابة {واليتامى والمساكين وابن السبيل} المسافر {والسائلين} الطالبين {وَفِى} فك {الرقاب} المكاتبين والأسرى {وأقام الصلاة وَءَاتَى الزكوة} المفروضة وما قبله في التطّوع {والموفون بِعَهْدِهِمْ إِذَا عاهدوا} الله أو الناس {والصابرين} نصب على المدح {فِي البأساء} شدّة الفقر {والضراء} المرض {وَحِينَ البأس} وقت شدّة القتال في سبيل الله {أولئك} الموصوفون بما ذكر {الذين صَدَقُوا} في إيمانهم أو ادّعاء البر {وَأُولَئِكَ هُمُ المتقون} الله.
.تفسير الآية رقم (178):
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ كُتِبَ} فرض {عَلَيْكُمُ القصاص} المماثلة {فِي القتلى} وصفاً وفعلاً {الحر} يقتل {بِالْحُرّ} ولا يقتل بالعبد {والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} وبينت السنة أنّ الذكر يقتل بها وأنه تعتبر المماثلة في الدين فلا يقتل مسلم ولو عبداً بكافر ولو حرّاً {فَمَنْ عُفِىَ لَهُ} من القاتلين {مِنْ} دم {أَخِيهِ} المقتول {شَئ} بأن ترك القصاص منه وتنكير (شيء) يفيد سقوط القصاص بالعفو عن بعضه ومن بعض الورثة وفي ذكر (أخيه) تعطُّف داع إلى العفو وإيذان بأنّ القتل لا يقطع أخوّة الإيمان (ومَن) مبتدأ شرطية أو موصولة والخبر {فاتباع} أي فعلى العافي اتباع للقاتل {بالمعروف} بأن يطالبه بالدية بلا عنف وترتيب الاتباع على العفو يفيد أنّ الواجب أحدهما وهو أحد قولي الشافعي والثاني الواجب القصاص والدية بدل عنه فلو عفا ولم يسمها فلا شيء ورُجِّحَ {وَ} على القاتل {أَدَاءٌ} للدية {إِلَيْهِ} أي العافي وهو الوارث {بإحسان} بلا مطل ولا بخس {ذلك} الحكم المذكور من جواز القصاص والعفو عنه على الدية {تَخْفِيفٌ} تسهيل {مّن رَّبّكُمْ} عليكم {وَرَحْمَةٌ} بكم حيث وسع في ذلك ولم يحتم واحداً منهما كما حتم على اليهود القصاص وعلى النصارى الدية {فَمَنِ اعتدى} ظلم القاتل بأن قتله {بَعْدَ ذَلِكَ} أي العفو {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم في الآخرة بالنار أو في الدنيا بالقتل.
.تفسير الآية رقم (179):
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}
{وَلَكُمْ فِي القصاص حياة} أي بقاء عظيم {ياأولي الألباب} ذوي العقول لأنّ القاتل إذا علم أنه يقتل ارتدع فأحيا نفسه ومن أراد قتله فشرع {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} القتل لمخافة القَوَد.
.تفسير الآية رقم (180):
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)}
{كُتِبَ} فرض {عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الموت} أي أسبابه {إِن تَرَكَ خَيْرًا} مالاً {الوصية} مرفوع (بِكُتِبَ) ومتعلق (بإذا) إن كانت ظرفية ودال على جوابها إن كانت شرطية وجوابـ (إن) أي: فليوصِ {للوالدين والأقربين بالمعروف} بالعدل بأن لا يزيد على الثلث ولا يفضل الغني {حَقّاً} مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله {عَلَى المتقين} الله وهذا منسوخ بآية الميراث وبحديث «لا وصية لوارث» رواه الترمذي.
.تفسير الآية رقم (181):
{فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)}
{فَمَن بَدَّلَهُ} أي الإيصاء من شاهد ووصي {بَعْدَمَا سَمِعَهُ} علمه {فَإِنَّمَا إِثْمُهُ} أي الإيصاء المبدل {عَلَى الذين يُبَدّلُونَهُ} فيه إقامة الظاهر مقام المضمر {إِنَّ الله سَمِيعٌ} لقول الموصي {عَلِيمٌ} بفعل الوصي فمجاز عليه.
.تفسير الآية رقم (182):
{فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)}
{فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ} مخففاً ومثقلاً [موصّى] {جَنَفًا} ميلاً عن الحق خطأ {أَوْ إِثْماً} بأن تعمَّد ذلك بالزيادة على الثلث أو تخصيص غنيّ مثلاً {فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ} بين الموصي والموصى له بالأمر بالعدل {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} في ذلك {إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
.تفسير الآية رقم (183):
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ كُتِبَ} فرض {عَلَيْكُمُ الصيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ} من الأمم {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها.
.تفسير الآية رقم (184):
{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)}
{أَيَّامًا} نُصِبَ بالصيام أو بـ (صوموا) مقدّراً {معدودات} أي قلائل أو مؤقتات بعدد معلوم وهي رمضان كما سيأتي وقلَّله تسهيلاً على المكلفين {فَمَن كَانَ مِنكُم} حين شهوده {مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ} أي مسافرا سفر القصر وأجهده الصوم في الحالين فأفطر {فَعِدَّةٌ} فعليه عدة ما أفطر {مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} يصومها بدله {وَعَلَى الذين} لا {يُطِيقُونَهُ} لكبر أو مرض لا يُرجى برؤه {فِدْيَةٌ} هي {طَعَامُ مِسْكِنٍ} أي قدر ما يأكله في يومه وهو مدّ من غالب قوت البلد لكل يوم، وفي قراءة {فدية طعام مسكين} بإضافة (فدية) وهي للبيان وقيلـ (لا) غير مقدرة وكانوا مخيرين في صدر الإسلام بين الصوم والفدية ثم نسخ بتعيين الصوم بقوله: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} قال ابن عباس: إلا الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفاً على الولد فإنها باقية بلا نسخ في حقهما {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا} بالزيادة على القدر المذكور في الفدية {فَهُوَ} أي التطوع {خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ} مبتدأ وخبره {خَيْرٌ لَّكُمْ} من الإفطار والفدية {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه خير لكم فافعلوه تلك الأيام.
.تفسير الآية رقم (185):
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}
{شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنزِلَ فِيهِ القرآن} من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، منه {هُدًى} حال هادياً من الضلالة {لّلنَّاسِ وبينات} آيات واضحات {مِنَ الهدى} مما يهدي إلى الحق من الأحكام {وَ} من {الفرقان} مما يفرق بين الحق والباطل {فَمَن شَهِدَ} حضر {مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} تقدّم مثله وكرر لئلا يتوهم نسخه بتعميم (من شهد) {يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العسر} ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر ولكون ذلك في معنى العلة أيضا للأمر بالصوم عطف عليه {وَلِتُكْمِلُواْ} بالتخفيف والتشديد [ولتكمِّلوا] {العدة} أي عدّة صوم رمضان {وَلِتُكَبّرُواْ الله} عند إكمالها {على مَا هداكم} أرشدكم لمعالم دينه {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الله على ذلك.
.تفسير الآية رقم (186):
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}
وسأل جماعة النبي صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ} منهم بعلمي فأخبرهم بذلك {أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ} بإنالته ما سأل {فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى} دعائي بالطاعة {وَلْيُؤْمِنُواْ} يداوموا على الإيمان {بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} يهتدون.

کوئی تبصرے نہیں:

ایک تبصرہ شائع کریں

مکمل دروس عقیدہ طحآویہ

عقیدہ طحاویہ کے مکمل دروس